by Alisar Iram August 12, 2012, the Arabic text of the Video: Cities of Smoke

مدن الدخان
مدن تشتعل تحترق
تستعر في اتون من
الحجر والاسمنت والفولاذ
ولحوم البشر
مدن تعج با لانقاض بالاطلال بالحطام
بالنفايا بالدور المهشمة
المعجونة بالاشلاء
بعظام الاطفال البيضاء
مدن تتلوى تتحرَق تفور
في ليالي العدم
في فجر للفناء يتاجج
مبشَرا بحلول زمن الوحش
متنبئَا بنهاية العالم
باندثار عشرة الاف سنة
من الحضارة
مدن الدخان،
عظينا يا مدن الصغارالمهشمين
والاطفال المهتوكين
يامدن الامهات الملَوعات
والاباء يهذون ويبحثون
عظينا يا مدن القبور المفتوحة للفلوات
والشيوخ الطاعنين والنساء المشوهات
آه، لم يدر بخلدي بان الموت قد نال هذه الالاف المؤلفة
بان الارض قد اخذت تنبت الجثث المكدسة
مدن الدخان ومزق الاسمنت
تصوغ في خلاء اللاشئ والخواء
منحوتات ممسوخة شكَلَها البلاء
ما هذا العويل يملا الفضاء
نواح الوالدات يسيل في العلاء
بيوت الفقراء تنتصب تستقبل الضيوف
كهياكل الموتى تخترق الافاق الهاوية
خيالاتها تطعن الجوزاء المنهارة
واطلالها تمزق اشعة النجوم النازفة
اواه لاتدعوني اطيل النظر في الاحراش المعتَقة
تسطًر بالنارالف باء الخطيئة المميتة
ولا تدعوني اهرول ملتاعة في الحقول المشتعلة
التي كانت ملعبا لاطفال العنب والتفاح
لاتدعوني ابحث عن الجثث المخبأة
في احضان الارض المحروقة
تئن تحت اقدام السفاحين الوسخة
واحرَ قلبي لغوطة دمشق
لنواعير حماة
لمروح حمص الذهبية
على ابواب درعا
على ابواب دوما
على اطلال حماة
على ثرى الهلاك
الذي كان يدعى حمص
مدينة الالام المؤلَفة
جلست ارضا وبكيت
عند فرات ديرالزور
فوق ثرى سوريا العتيقة
وقدعبثت به زلازل الابادة،
يتاوه تحت نعال جيوش الفناء
افترشت الارض وبكيت
فوق تراب ابلا البيضاء
ذات الالاف الخمسة، ابلا ام المكتبات،
على مشارف ماري المدينة المضيئة
حاضرة ربة الينبوع عشتارالزهراء
ركعت وذرفت الدموع الغزيرة
عند اسوار اوغاريت واهبة الابجدية
عند اوابد تدمر بجعة الصحراء المتالقة
حيث وقفت زنوبيا امبراطورة الشرق,
عند اثار تدمر المرتعشة
وقدصوَحها اللص والناهب،
جلست اطلق الدموع الهاطلة
عند اسور قلعة صلاح الدين الشامخة
تتحاور اروقتها مع النجوم
وتعانق ابراجها الكواكب الدرية
ركعت وسكبت الدمع
على حلب وحولياتها
وقصتها العريقة وحضاراتها
عند اقدام ملوك وملكات سوريا العتيقة
اشباحهم تزحم السماوات العلَية
كي تحرس مهدالحضارات الانسانية,
حنيت الرأس وذرفت دموعا كسياط الرعود
على ما اصبح ملكا للريح وارثا للرماد الحقود
تجايشت مياه الزمان الاثمة وطافت
تحفر رقم مدن الاموات والمائتين
فانهارت الافاق
ولكن مدن المائتين تثاءبت وتهافتت
تصول فيها وتجول الهة الموت
ولكننى اذكر واتذكَر
ايقاعات تلك النافورة
في الحديقةالمسوَرة المستورة
ماذافعلوا بالاطفال
ماذا فعلوا بالياسمين
انني لاذكر واتذكر
بمحاذاة الشارع المستقيم
الطريق الى دمشق الخالدة
تطامنت وبكيت اذ تراءت لي
حاضنة التراث الانساني
وهي تنتظر وتترقب الارماجدون
وهبوط المسيح الكذاب
من السموات المشتعلة
انظروا، تلَة الجلجلة الحديثة
تاملوها تتطاول بصلف مشرفة
على المدن السورية
وساريكم
الف مسيح يتعثرون تحت اكاليل الشوك.
هاهم يعانقون اطفالهم ويلمون اطرافهم الممزقة
واسواط الحر القاتل تعميهم
وقنابل السفاح
تمثِل باجسادهم وتدميها
وتعيث فيها اشلاءا
شكلني ينعب الخراب
كونَي تنوح الاطلال
أقمني يولول الاسمنت
ازرعني تصرخ الاشجار في رمادها
اذكر ني يئنُ الرخام والحجر والباسلت
اذكرونا اذكرونا اذكرونا
ينادي الاموات الضائعين في قبورهم الضائعة
التاريخ هوالاب
الام هي سادنة الحضارات
انك لن تعتِم ارثي
فانت لست الا خيال الفناء
العماء قبل الخليقة
اللاشيئ
ستشرق الشمس ثانية في الغداة
فمصير الام التي هزت مهد الحضارة
لا يخطٌه الموت بل الحياة
ترجمته عن قصيدتي بلانجليزية
اليسار ارم
©Alisar Iram
Pingback: مدن الدخان | alisariram